المشاركات

مقدمة سفر دانيال

يروي كتاب النبي دانيال قصة أربعة شبان عبرانيين سيقوا إلى السبي في عهد نبوخذنصر وظلوا أمناء لإلههم القسم الأول دانيال الفصول 1 - 6 يتضمن ستة أخبار الواحد منها مستقل عن الآخر تبين هذه الأخبار نوعية الضغوط والتهديدات والعقابات التي تخضع لها بنو يهوذا على يد مضطهديهم ومن هذه الأخبار خبر دانيال في جب الأسود دانيال الفصل 6 القسم الثاني دانيال الفصول 7 - 12 يورد أربع رؤى أوحاها الله لدانيال وكشف له فيها تاريخ شعبه الذي سيخضع لأمم عديدة ومختلفة إلى أن يأتي الله ويقيم ملكوته يشبه كتاب دانيال بأسلوبه وفنه الأدبي سفر الرؤيا آخر أسفار العهد الجديد وكلاهما يهدفان إلى تشجيع المؤمنين ليحافظوا على إيمانهم مهما واجهوا من مصائب واضطهادات

دانيال فصل 1

1 في السنة الثالثة من عهد يوياقيم ملك يهوذا صعد نبوخذنصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها 2 فسلم الرب إلى يده يوياقيم ملك يهوذا وما تبقى من آنية بيت الله فجاء بالملك والآنية إلى أرض بابل وأدخل الآنية إلى خزانية بيت إلهه 3 وأمر الملك كبير أمنائه واسمه أشفنز أن يحضر من بني إسرائيل من نسل الملك ومن الأمراء 4 فتياناً لا عيب فيهم حسان المنظر يعقلون كل حكمة ويدركون العلم ويتبينون المعرفة ممن لهم القدرة على القيام بالخدمة في قصر الملك فيعلمهم أشفنز أدب البابليين ولغتهم 5 وعين لهم الملك رزق كل يوم في يومه من طعام الملك ومن خمر شرابه ليربوا ثلاث سنين وبعد انقضائها يقدمون الخدمة أمام الملك 6 وكان بينهم من بني يهوذا دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا 7 فسمى كبير الأمناء دانيال بلطشاصر وحننيا شدرخ وميشائيل ميشخ وعزريا عبد نغو 8 وعزم دانيال في قلبه أن لا يأكل من طعام الملك ويشرب من خمره لئلا يخالف الشريعة فطلب من كبير الأمناء أن يعفيه من هذا الطعام 9 وكان الله أنال دانيل نعمة ورحمة عند كبير الأمناء 10 فقال كبير الأمكناء لدانيال أخاف سيدي الملك الذي عين طعامكم وشرابكم أن يرى وجوهكم أنحل من وجوه الفتيان الذين

دانيال فصل 2

1 وفي السنة الثانية من عهد نبوخذنصر الملك حلم نبوخذنصر أحلاما أزعجته ومنعت عنه النوم 2 فأمر أن يدعى السحرة والمجوس والعرافون والمنجمون ليفسروا له أحلامه فجاؤوا ووقفوا أمامه 3 فقال لهم حلمت حلما فانزعجت وأريد أن أعرف ما هو 4 فأجابه المنجمون بالآرامية أيها الملك عشت إلى الأبد أخبرنا بالحلم فنبين تفسيره 5 فقال لهم الملك قلت ولا مرد لقولي إن لم تعلموني الحلم وتفسيره أقطعكم قطعا وأجعل بيوتكم مزابل 6 وإن أعلمتموني الحلم وبينتم تفسيره تنالون مني هدايا وجوائز وإكراما كثيرا. فأعلموني الحلم وبينوا لي تفسيره 7 فأجابوه ثانية أخبرنا أيها الملك بالحلم فنبين تفسيره 8 فقال لهم الملك أعلم علم اليقين أنكم تحاولون كسب الوقت عندما رأيتم أن لا مرد لقولي 9 إن كنتم لا تعلموني الحلم فعقابكم واحد لأنكم اتفقتم معا على كلام كاذب فاسد تتكلمون به أمامي لعل الأحوال تتغير مع الوقت لذلك أخبروني بالحلم فأعلم أنكم قادرون أن تبينوا لي تفسيره 10 فقال المنجمون أمام الملك ما من إنسان في الأرض يقدر أن يبين ما يأمرنا به الملك وما من ملك عظيم السلطان سأل ساحرا أو مجوسيا أو منجما عن أمر مثل هذا 11 والأمر الذي سأل عنه الملك عوي

دانيال فصل 3

1 وصنع الملك نبوخذنصر تمثالا من ذهب طوله ستون ذراعا وعرضه ست أذرع وأقامه في بقعة دورا بإقليم بابل 2 وأرسل الملك يجمع الولاة والحكام والعظماء والقضاة وأمناء الخزينة وعلماء الشريعة والفقهاء وسواهم من كبار موظفي الأقاليم لتدشين التمثال الذي أقامه 3 فلما اجتمعوا ووقفوا أمام التمثال 4 هتف مناد بصوت شديد أمرتكم أيها الشعوب من كل أمة ولسان 5 بأنكم عندما تسمعون صوت البوق والناي والقيثار والرباب والدف والمزمار وسائر أنواع المعازف تقعون ساجدين لتمثال الذهب الذي أقامه نبوخذنصر الملك 6 ومن لا يقع ساجدا ففي الحال يلقى في وسط أتون نار متقدة 7 فما إن سمع جميع الشعوب من كل أمة ولسان صوت تلك المعازف حتى وقعوا ساجدين لتمثال الذهب الذي أقامه نبوخذنصر الملك 8 وتقدم بعض البابليين ووشوا باليهود 9 فقالوا لنبوخذنصر الملك عشت أيها الملك إلى الأبد 10 أنت أيها الملك أصدرت أمرا بأن كل من يسمع صوت البوق والناي والقيثار والرباب والدف والمزمار وسائر أنواع المعازف يقع ساجدا لتمثال الذهب 11 والذي لا يقع ساجدا يلقى في وسط أتون نار متقدة 12 لكن هناك من اليهود رجالا وليتهم على أعمال إقليم بابل وهم شدرخ وميشخ وعبدنغو استه

دانيال فصل 4

1 أنا نبوخذنصر كنت مطمئنا في بيتي ناعم البال في قصري 2 فرأيت حلما أفزعني وأقلقتني هواجسي وتخيلاتي وأنا نائم في الفراش 3 فصدر مني أمر بإحضار جميع حكماء بابل إلى أمامي ليعلموني تفسير الحلم الذي حلمته 4 فحضر السحرة والمجوس والمنجمون فقصصت حلمي عليهم فما أعلموني تفسيره 5 فدخل أخيرا إلى أمامي دانيال الذي اسمه بلطشاصر كإسم إلهي وفيه روح الآلهة القدوسين فقصصت الحلم عليه وقلت 6 يا بلطشاصر سيد السحرة علمت أن روح الآلهة القدوسين فيك ولا يصعب عليك سر فأخبرني بتفسير هذا الحلم الذي رأيته 7 رأيت وأنا نائم في فراشي فإذا بشجرة في وسط الأرض مرتفعة جدا 8 فربيت الشجرة وقويت وبلغ ارتفاعها إلى السماء ومرآها إلى أقصى الأرض كلها 9 وأوراقها بهية وثمرها كثير وفيها غذاء للجميع وتحتها تستظل وحوش البرية وفي أغصانها تقيم طيور السماء ومنها يقتات كل البشر 10 وبينما كنت أرى هذا الحلم وأنا نائم في فراشي إذا بملاك قديس نزل من السماء 11 وهتف بصوت شديد إقطعوا الشجرة وقصوا أغصانها أنثروا أوراقها وبددوا ثمارها لتهرب الوحوش من تحتها والطيور من أغصانها 12 ولكن أتركوا أصل جذورها في الأرض وأوثقوه بالحديد والنحاس في وسط عشب الب

دانيال فصل 5

1 وصنع بلشصر الملك وليمة عظيمة لألف من عظمائه وشرب خمرا أمامهم 2 وبينما كان بلشصر يذوق الخمر أمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي أخرجها نبوخذنصر أبوه من الهيكل الذي في أورشليم ليشرب بها هو وعظماؤه ونساؤه وجواريه 3 فأحضرت آنية الذهب التي أخرجت من هيكل الله الذي في أورشليم فشربوا جميعا بها 4 شربوا خمرا وسبحوا آلهة الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب والحجر 5 وفي تلك الساعة ظهرت أصابع يد إنسان وكتبت تجاه المصباح على كلس حائط قصر الملك، والملك ينظر طرف اليد التي تكتب 6 فتغيرت سحنته وأقلقته أفكاره وانحلت مفاصله واصطكت ركبتاه 7 ونادى بصوت شديد أن يدخلوا المجوس والمنجمين والحكماء فقال الملك لحكماء بابل هؤلاء كل من يقرأ هذه الكتابة ويبين لي تفسيرها يلبس الأرجوان ويتقلد طوق ذهب في عنقه، ويحتل المرتبة الثالثة في المملكة 8 فتقدم جميع حكماء الملك هؤلاء فما قدروا أن يقرأوا الكتابة ولا أن يعلموا الملك بتفسيرها 9 فاشتد قلق الملك بلشصر وتغيرت سحنته وتحير عظماؤه 10 وسمعت الملكة بما جرى للملك وعظمائه فدخلت قاعة الوليمة وقالت أيها الملك عشت إلى الأبد لا تقلقك أفكارك ولا تتغير سحنتك 11 في مملكتك رجل فيه روح

دانيال فصل 6

1 فورث المملكة داريوس المادايي وهو ابن اثنتين وستين سنة 2 واستحسن داريوس أن يقيم على المملكة مئة وعشرين واليا يديرون جميع شؤونها 3 على أن يرئسهم ثلاثة وزراء أحدهم دانيال فيؤدون إليهم الحساب حتى لا يلحق الملك أي ضرر 4 فتفوق دانيال على الوزراء والولاة لأن روحا بارعا كان فيه حتى إن الملك عزم أن يقيمه حاكما على المملكة كلها 5 فبحث الوزراء والولاة عن علة على دانيال في سياسة المملكة لكن لم يقدروا أن يجدوا ولا جريمة ولا حتى هفوة، لأنه كان أمينا 6 فقالوا لا نجد علة على دانيال هذا إلا إذا وجدناها في ما له صلة بشريعة إلهه 7 فاجتمعوا عند الملك وقالوا له أيها الملك داريوس عشت إلى الأبد 8 تشاور جميع وزراء المملكة والحكام والولاة والأمراء والعظماء واتفقوا على أن تصدر حكما ملكيا وتأمر أمرا مبرما بأن كل من يطلب طلبا من إله أو إنسان إلى ثلاثين يوما إلا منك أيها الملك، يلقى في جب الأسود 9 فالآن أيها الملك أعلن الأمر بمرسوم فلا يجري تغيير فيه مثلما لا يجري تغيير في شريعة ماداي وفارس التي لا يتعداها أحد 10 فأصدر الملك داريوس الأمر بمرسوم 11 فلما علم دانيال بتوقيع المرسوم دخل إلى بيته وكانت نوافذ عليته مفت

دانيال فصل 7

1 في السنة الأولى من عهد بلشصر ملك بابل حلم دانيال حلما رآه في منامه وهو على فراشه فكتب الحلم وأخبر بخلاصته 2 قال رأيت في منامي ليلا فإذا برياح السماء الأربع اجتاحت البحر الكبير 3 فطلع من البحر أربعة حيوانات عظيمة يختلف بعضها عن البعض الآخر 4 الأول مثل الأسد وله جناحا نسر وبينما كنت أنظر إليه اقتلع جناحاه ثم ارتفع على الأرض وقام على رجليه كإنسان وأعطي قلب إنسان 5 وإذا بحيوان آخر شبيه بالدب فقام على جنب واحد وفي فمه ثلاث أضلع بين أسنانه فقيل له قم فكل لحما كثيرا 6 وبعد ذلك رأيت فإذا بآخر مثل النمر وله أربعة أجنحة طائر على ظهره وكان للحيوان أربعة رؤوس وأعطي سلطانا 7 ثم رأيت في منامي في ذلك الليل، فإذا بحيوان رابع هائل شديد قوي جدا وله أسنان كبيرة من حديد فكان يأكل ويسحق ويرفس الباقي برجليه وهو يختلف عن سائر الحيوانات التي قبله وله عشرة قرون 8 فتأملت القرون فإذا بقرن آخر صغير طلع بينها فقلع ثلاثة من القرون الأولى من أمامه وإذا بعيون في هذا القرن كعيون إنسان وبفم ينطق بعظائم الأمور 9 وبينما كنت أرى نصبت عروش فجلس شيخ طاعن في السن وكان لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار

دانيال فصل 8

1 في السنة الثالثة من عهد بلشصر الملك رأيت أنا دانيال رؤيا بعد الرؤيا التي ظهرت لي في البداءة 2 فرأيت في رؤياي أني في شوشان العاصمة التي بإقليم عيلام وكنت واقفا على نهر أولاي 3 ورفعت عيني ونظرت فإذا بكبش واقف عند النهر وله قرنان عاليان أحدهما أعلى من الآخر والأعلى نبت بعده 4 ورأيت الكبش ينطح نحو الغرب والشمال والجنوب فما وقف أمامه حيوان ولا كان منقذ من يده فعمل ما يرضيه وصار عظيما 5 وبينما أنا أتبين ما يجري إذا بتيس معز أقبل من الغرب فسار على وجه الأرض كلها وهو لسرعته يكاد لا يمس الأرض وكان لهذا التيس قرن بارز بين عينيه 6 فجاء إلى الكبش صاحب القرنين الذي رأيته واقفا عند النهر وهجم عليه بغضب شديد 7 ورأيته وصل إلى جانب الكبش فمال عليه وضربه فكسر قرنيه ولم يقدر الكبش على الوقوف أمامه فطرحه على الأرض ورفسه ولم يكن من ينقذه من يده 8 فتعاظم تيس المعز جدا ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع من تحته أربعة قرون بارزة نحو رياح السماء الأربع 9 وخرج من واحد من القرون قرن صغير ثم تعاظم جدا نحو الجنوب والشرق والأرض المجيدة 10 وتعاظم حتى على جند السماء وأوقع إلى الأرض بعض الجند والكواكب ورفسها 11 وتعاظ

دانيال فصل 9

1 في السنة الأولى من عهد داريوس بن أحشويروش من نسل المادايين الذي أقيم ملكا على مملكة بابل 2 تبينت أنا دانيال من قراءة الأسفار عدد السنين التي قال الرب لأرميا النبي إنها ستنقضي على خراب أورشليم وهي سبعون سنة 3 فتطلعت إلى السيد الإله طالبا بالصلاة والتضرعات وبالصوم والمسح والرماد 4 صليت إلى الرب إلهي واعترفت فقلت أيها السيد الإله العظيم الرهيب حافظ العهد والرحمة للذين يحبونك ويعملون بوصاياك 5 إننا خطئنا وأثمنا وفعلنا الشر وتمردنا وزغنا عن وصاياك وأحكامك 6 وما سمعنا لعبيدك الأنبياء الذين كلموا باسمك ملوكنا ورؤساءنا وآباءنا وجميع شعب أرضنا 7 لك أيها السيد الحق في ما فعلت ولنا سواد الوجه كما في هذا اليوم نحن رجال يهوذا وسكان أورشليم وجميع شعب إسرائيل القريبين منهم والبعيدين في جميع البلدان التي طردتهم إليها لخيانتهم لك 8 فلنا أيها السيد سواد الوجه ولملوكنا ورؤسائنا وآبائنا لأننا خطئنا إليك 9 ولك أيها السيد إلهنا الرحمة والسماح لأننا تمردنا عليك 10 ولم نسمع لصوتك أيها الرب إلهنا فنسلك في شرائعك التي وضعتها أمام عيوننا بأيدي عبيدك الأنبياء 11 فتعدى جميع شعب إسرائيل شريعتك وزاغوا غير سامعين ل

دانيال فصل 10

1 في السنة الثالثة من عهد كورش ملك فارس كشفت كلمة لدانيال المسمى بلطشاصر والكلمة حق وفهمها في منتهى الصعوبة وكان فهمه لها في الرؤيا 2 في تلك الأيام أنا دانيال نحت ثلاثة أسابيع 3 لا آكل طعاما شهيا ولا يدخل فمي لحم ولا خمر ولا أتطيب بطيب إلى أن تمت الأسابيع الثلاثة 4 وفي اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول كنت على جانب النهر العظيم الذي هو دجلة 5 فرفعت عيني ورأيت فإذا برجل لابس كتانا وعلى حقويه حزام من ذهب أوفار 6 وجسمه كالزبرجد ووجهه كمرأى البرق وعيناه كمشعلي نار وذراعاه ورجلاه كمنظر النحاس الصقيل وصوت أقواله كصوت جمهور 7 فرأيت الرؤيا أنا دانيال وحدي والرجال الذين كانوا معي لم يروا الرؤيا ولكن وقعت عليهم رعدة عظيمة فهربوا مختبئين 8 فبقيت أنا وحدي أرى هذه الرؤيا العظيمة فلم تبق في قوة وتحولت نضارتي في إلى ذبول وفقدت كل عزم 9 ولما سمعت صوت أقواله وقعت على وجهي في نوم عميق ووجهي ملتصق بالأرض 10 فإذا بيد لمستني وأقامتني على ركبتي وعلى كفي يدي 11 وقال لي يا دانيال أيها الرجل المحبوب إفهم الأقوال التي أكلمك بها وانتصب واقفا فالآن أرسلت إليك فعندما كلمني بهذا الكلام وقفت مرتعدا 12 فقال لي لا

دانيال فصل 11

1 فمنذ السنة الأولى من عهد داريوس المادايي وميخائيل يقف معي ليقويني ويعززني 2 والآن أخبرك بما هو حق ها إن ثلاثة ملوك يقومون من بعد في فارس والرابع يكون أوفر غنى منهم جميعا وعندما يتقوى بغناه يثير جميع الناس على مملكة اليونان 3 ويقوم ملك جبار يتسلط ويكون سلطانا عظيما ويفعل ما يشاء 4 ومتى قام تنكسر مملكته وتنقسم إلى أربع جهات السماء ولا تكون لنسله ولا في مثل سلطانه لأن مملكته تمزق ويتقاسمها غير أولئك أيضا 5 ويتقوى ملك الجنوب لكن أحد قواده يقوى عليه ويتسلط ويكون سلطانه عظيما 6 وبعد سنين يتحالفان وتجيء بنت ملك الجنوب إلى ملك الشمال لعقد الصلح ولكنها لا تملك قوة الذراع ولا يدوم نسلها وتسلم إلى الهلاك، هي والذين جاؤوا بها وولدها ووالداها وفي تلك الأوقات 7 يقوم فرع من أصولها ويزحف بجيش ويدخل حصن ملك الشمال ويقسو عليهم ويقهرهم 8 ويسبي آلهتهم إلى مصر مع مسبوكاتهم وآنيتهم الثمينة من الفضة والذهب وبعد سنين من السيطرة على ملك الشمال 9 يزحف ملك الشمال على مملكة ملك الجنوب ولكنه يرجع خائبا إلى بلاده 10 ويجرؤ ابنا ملك الشمال ويجمعان جيشا كبيرا جدا ويزحف أحدهما كالسيل ويعبر البحر ويهجم مسرعا على حصن م

دانيال فصل 12

1 وفي ذلك الزمان ينهض ميخائيل رئيس الملائكة العظيم الذي يعتمد عليه بنو شعبك ويكون وقت ضيق لا مثيل له منذ كانت الأمم إلى ذلك الزمان ولكن في ذلك الزمان ينجو من شعبك كل من يوجد إسمه مكتوبا في الكتاب 2 وكثير من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون بعضهم للحياة الأبدية وبعضهم للعار والذعر الأبدي 3 ويضيء العقلاء كضياء الأفلاك في السماء والذين هدوا كثيرا من الناس إلى الحق يضيئون كالكواكب إلى الدهر والأبد 4 وأنت يا دانيال أغلق الكتاب واختمه إلى آخر الأيام وإلى أن يحين الوقت يشط كثير من الناس ويزداد السوء 5 ورأيت أنا دانيال فإذا باثنين آخرين واقفان أحدهما من هنا والآخر من هناك على شاطئ النهر 6 فقلت للرجل اللابس الكتان الواقف على مياه النهر متى تنقضي العجائب؟ 7 فسمعته يقول وهو يرفع يمناه ويسراه إلى السماء ويحلف بالحي إلى الأبد إلى ثلاث سنين ونصف السنة فإذا تم تشتيت قوى الشعب المقدس تتم هذه كلها 8 سمعت ذلك ولم أفهمه فقلت يا سيدي ماذا تكون آخرة هذا كله؟ 9 فقال إذهب يا دانيال فالأقوال مغلقة ومختومة إلى أن يحين الوقت 10 كثير من الناس يتنقون ويتطهرون ويمحصون والأشرار يفعلون الشر ولا أحد منهم يفهم أما العق

مقدمة سفر دانيال السفر اليوناني

وصل إلينا النص اليوناني لكتاب دانيال في شكلين يختلفان بعض الإختلاف السبعينية وترجمة تيودوسيون أما النص فيتضمن ثلاثة مقاطع لا نجدها في العبرية ولا في الآرامية يشمل المقطع الأول نصين ليتورجيين أقحما في خبر دانيال فصل 3 هما صلاة عزريا ونشيد الفتيان الثلاثة أما المقطعان الآخران فلا يربطهما بكتاب دانيال إلا اسم دانيال الذي لعب دوراً في حياة سوسنة وهو صغير ودوراً آخر وهو كبير في قصة بال والتنين

دانيال فصل 3

24 فكانوا يتمشون وسط اللهيب وهم يسبحون الرب ويباركونه 25 ووقف عزريا وسط النار وصلى هكذا 26 مبارك أنت أيها الرب إله أبائنا ليحمد اسمك ويمجد إلى الدهور 27 لأنك عادل في جميع ما صنعت لنا أعمالك كلها صادقة وطرقك مستقيمة وجميع أحكامك حق 28 حكمت بالحق في ما جلبت علينا من شر علينا وعلى مدينة آبائنا المقدسة أورشليم أجل جلبت علينا كل هذا بالحق والعدل بسبب خطايانا 29 فإنا خطئنا وأثمنا حتـى ابتعدنا عنك أذنبنا في كل شيء 30 وما سمعنا لوصاياك ولم نحفظها ولو عملنا بها كما أوصيتنا لكان خير لنا 31 جميع ما جلبت علينا وجميع ما صنعت بنا صنعته بحكم حق 32 فأسلمتنا إلى أيدي أعداء أثمة وكفار مبغضين وإلى ملك ظالم وأسوأ ما على الأرض كلها 33 والآن لن نفتح أفواهنا بعد أن لحق بنا الخزي والعار نحن عبادك الساجدين لك 34 فلا تتخل عنا على الدوام إكراما لاسمك ولا تنقض عهدك معنا 35 لا تنزع منا رحمتك إكراما لإبراهيم خليلك وإسحق عبدك ويعقوب قديسك 36 الـذين وعدتهم أنك تكثر نسلهم كنجوم السماء وكالرمل على شاطـئ البحر 37 صرنا يا رب أقل الشعوب عددا وذللنا اليوم في كل الأرض بسبب خطايانا 38 وفي هذا الزمان لا رئيس لنا ولا نبـي ولا

دانيال فصل 13

1 وكان في بابل رجل اسمه يوياقيم 2 تزوج امرأة اسمها سوسنة ابنة حلقيا وكانت جميلة جدا وتعيش في مخافة الرب 3 وكان أبواها بارين فربيا ابنتهما بحسب شريعة موسى 4 وكان يوياقيم غنيا جدا وكانت له حديقة تجاه داره يجتمع فيها اليهود إليه لأنه كان أوجههم جميعا 5 وأقيم في تلك السنة شيخان لـيقضيا في الشعب وهما من الـذين قال الرب فيهم جاء الشر من بابل من شيوخ وقضاة يحسبون مدبري الشعب وهم لا يدبرونه 6 وكانا يترددان إلى دار يوياقيم فيأتيهما كل صاحب دعوى 7 وكانت سوسنة تدخل عند الظهر وتتمشى في الحديقة بعد أن ينصرف الشعب 8 فكان الشيخان يريانها كل يوم تتمشى فتولعا بها 9 فأفسدت الشهوة عقليهما وصرفا أعينهما عن السماء لئلا ينظرا ويتذكرا أحكام االله العادلة 10 شغف كلاهما بها ولم يكاشف أحدهما الآخر بحبه لسوسنة 11 لأنهما استحيا من كشف هواهما ورغبا في مضاجعتها 12 وكانا كل يوم يترقبانها باجتهاد لكي ينظراها 13 وذات يوم قال أحدهما لننصرف إلى بيوتنا فأنها ساعة الغداء فخرجا وافترقا 14 ثم انقلبا ورجعا إلى الموضع فسأل واحدهما الآخر عن سبب رجوعه فاعترفا بهواهما واتفقا معا على وقت يمكنهما فيه أن يجتمعا معها على خلوة 15 وكا

دانيال فصل 14

1 وتوفي الملك أسطواج وانضم إلى آبائه وأخذ كورش الفارسي ملكه 2 فعاش دانيال برفقة الملك الـذي أكرمه فوق جميع أصدقائه 3 وكان لأهل بابل صنم اسمه بال ينفقون له كل يوم ستة قناطير من السميذ وأربعين شاة وقنطارا من النبـيذ 4 وكان الملك يعبد بالا وينطلق كل يوم فيسجد له أما دانيال فكان يسجد لإلهه وحده 5 فسأل الملك دانيال لماذا لا تسجد لبال؟أجاب دانيال لأني لا أعبد أصناما صنعتها الأيدي بل الإله الحي خالق السماوات والأرض الـذي له السلطان على كل كائن حي 6 فقال له الملك أتحسب أن بالا ليس إلها حيا أولا ترى كم يأكل ويشرب كل يوم؟ 7 فضحك دانيال وقال لا تضل أيها الملك فهذا صنم من الطين المطلي بالنحاس وهو لم يأكل قط ولم يشرب 8 فغضب الملك ودعا كهنته وقال لهم إن لم تقولوا لي من الـذي يأكل ما نقدمه للإله بال تموتون وإن بينتم أن بالا يأكل هذه التقدمات يموت دانيال لأنه جدف على بال 9 فقال دانيال للملك لـيكن لي كما قلت وكان كهنة بال سبعين كاهنا ما عدا النساء والأولاد 10 وجاء الملك ودانيال إلى معبد بال فقال كهنة بال ها نحن ننصرف إلى الخارج وأنت أيها الملك ضع الأطعمة على المائدة وامزج الخمر ثم أغلق الباب واختم عليه